المشاركات


النقد

"ميم"

        مصريّ، ملوّن، غير مألوف، يعود لفترة السبعينيات، يلي الزمن الجميل ويتممه. وجد في تلك الحقبة الزمنية التي تلت الدمار، وقت ما كان العالم يتجه إلى الفن والثقافة والحب كال(هيبيز) عوضًا عن الحرب والقتل كالسياسيين، كما حدث في مصر أيضًا، الحقبة التي تغيرت فيها العقليات والتعامل مع الأمر الواقع بنظام جديد ومستجد عن قبل؛ فهو التغيير الفكري من الناصري إلى "إمبراطورية م". الفيلم الفريد من نوعه الذي أنتج عام "1972"، وألف من قبل كاتب الحب والحرية إحسان عبد القدوس معاونًا من قبل أبو السرد العربي نجيب محفوظ، ومن إخراج حسين كمال، وبالطبع ممثلًا مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة وفارس السينما المصرية أحمد مظهر وأولاد شكل نقطة البداية لمسيرتهم الفنية منه. فهو يحكي عن أرملة، تعمل في وزارة التربية والتعليم كمسؤولة هناك، لها ستة أولاد من مختلف الأعمار بدءًا من شاب يدرس في كلية الحقوق إلى طفل يتعلم الأبجدية في الإبتدائية، مات زوجها وهي صغيرة في العمر ووكلها مسؤولية الأولاد. ومع مرور الزمن وبلوغ أغلب الأولاد سن المراهقة، تواجه الأم منى مرحلة التمرد منهم ومطالبتهم بالحرية...

خمسون عامًا إلى الجمهور

صورة
        انتهت صباح اليوم مسيرة ممثل قدير قد أفنى حياته لإسعاد وإحزان وإضحاك وإبكاء الجمهور في آنٍ واحد على مدار خمسين عامًا من خلال الشاشات بأحجامها وأنواعها وألوانها من وعلى البلاتوهات والمسارح.         ولد الممثل الراحل عام 1958 في 27 من كانون الثاني/ يناير للمايسترو: لاعب كرة القدم الشهير صالح سليم، ودرس في كلية العائلة المقدسة (Collège de la Sainte Famille) وأكمل دراسته الجامعية في الأكاديمية الملكية (Royal Academy for Arts) في لندن، المملكة المتحدة.         بدأت مسيرته مع الفن منذ أن كان عمره اثنتي عشر سنة في فيلم "إمبراطورية م" مع أمّه العرابة فاتن حمامة، كطفل لها في الفيلم عام 1972. ولمع نجمه في فيلم "عودة الابن الضال" الذي لعب دور البطولة فيه مع المغنية ماجدة الرومي مطّبقًا لإرشادات مخرج الفيلم، الأستاذ يوسف شاهين في عام 1976، حينها مجال التمثيل في السينما والتلفزيون عرف اسمًا جديدًا سيتمم جيل الزمن الجميل.         وفي المجال هذا تألق، حيث أنه قد شارك ...

تعاليم مصطفى طبقت على أرض الواقع

"الحرية، والتعبير عن الرأي، والثورة السلمية، واستخدام الديمقراطية، وعدم التقيد بالعادات والتقاليد، والليبرالية" كلها شعارات مصطفى (سيف أبو النجا) الذي أشاد بها في فيلم "إمبراطورية م" لأخواته وإخوانه الصغار، مديحة ومها ومحمود ومدحت وممدوح. ومن الغريب أن كلام مصطفى في الفيلم في الماضي طبق على أرض الواقع في الحاضر.  فإن ابن منى الأوسط مدحت (هشام سليم) الطفل الشقي اللعوب الذي كان يلاحق الفتيات ويدخن السجائر كالعديد من المماثلين في سنه، والتي كانت مطالبه المال لشراء السجائر، كان النموذج لهذا التطبيق. فقد تعلم من كل كلمة قد قالها مصطفى وطبقها في حياته اليومية إما في إدارة أسرته أو التمثيل. فإن أسلافنا لم يكذبوا الحقيقة، في مثل "العلم في الصغر كالنقش في الحجر"، وبالرغم أن العلم كان من الفيلم لكنه طبق في أرض الواقع. فقد ظهر هشام سليم مع ابنه العابر الجنسي نور - أو ابنته سابقًا نورا- في برنامج جعفر توك الذي ناقش تقبله لتحول ابنه واضطرابه الجندري. ولم يكن موقفه تجاه مجتمع الميم أو <الجنس الثالث>، أو تعاطفه مع ابنه، وظهوره في البرنامج يبرهن أنه تعلم...